
يعد نظام التعليم في عمان أحد أبرز ملامح التحول المجتمعي في البلاد، حيث يشهد عام 2025 نقلة نوعية تجمع بين التطوير المؤسسي والتوسع في التعليم الخاص. ومع تصاعد النقاش حول جودة التعليم في سلطنة عمان، يطرح الكثيرون أسئلة جوهرية: ما هو النظام التعليمي في عمان؟ وما الفرق بين التعليم الحكومي والخاص؟ وما هو ترتيب منهج عمان عالميًا؟ وهنا تبدأ مهمتنا نحن كادر الخليج اليوم في الإجابة عل كل التساؤلات.
نظرة شاملة على نظام التعليم في عمان
يعتمد النظام التعليمي في سلطنة عمان على هيكل موحّد من ثلاث مراحل رئيسية: التعليم الأساسي (الحلقتين الأولى والثانية)، والتعليم ما بعد الأساسي، ثم التعليم العالي.
- الحلقة الأولى: من الصف الأول إلى الرابع، وتركّز على المهارات الأساسية (القراءة، الكتابة، الحساب).
- الحلقة الثانية: من الصف الخامس إلى العاشر، وتوسّع المحتوى ليتضمن العلوم واللغات والتربية الوطنية.
- التعليم ما بعد الأساسي: الصفان 11 و12، وفيهما يبدأ التوجيه الأكاديمي أو المهني.
تم تطبيق هذا النظام منذ أواخر التسعينات، وهو يستمر في التطور. والجدير بالذكر أن التعليم مجاني وإلزامي في المراحل الأولى، وتديره وزارة التربية والتعليم، مع إشراف صارم على جودة المناهج والتقييم.
رياض الأطفال والتعليم المبكر في عمان
رغم أن التعليم الإلزامي في سلطنة عمان يبدأ من الصف الأول، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تركيزًا أكبر على أهمية مرحلة رياض الأطفال ضمن نظام التعليم في عمان. تهدف الحكومة إلى رفع نسب الالتحاق بهذا المستوى، من خلال تحفيز الاستثمار في التعليم المبكر وتطوير المعايير الوطنية لرياض الأطفال، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية. يشمل ذلك:
- تدريب الكوادر العاملة في الحضانات ورياض الأطفال.
- تشجيع افتتاح مؤسسات تعليمية مرخّصة تقدم مناهج متطورة ومتكاملة.
نظام التعليم الخاص في سلطنة عمان
في السنوات الأخيرة، ازداد الإقبال على المدارس الخاصة، خاصة من قبل الجاليات والأسر العمانية الباحثة عن مناهج دولية أو جودة تعليمية أعلى. لكن مع هذا التوسع، ظهرت تساؤلات حول أسعار المدارس في سلطنة عمان، التي تفاوتت بشكل كبير بحسب المنطقة والمناهج.
- تتراوح رسوم المدارس الخاصة في عمان بين 600 إلى 5000 ريال عماني سنويًا.
- بعض المدارس تتبع مناهج بريطانية، أمريكية، أو البكالوريا الدولية.

التعليم في سلطنة عمان للأجانب والمقيمين
يوفّر النظام العماني فرص تعليم للأجانب، سواء عبر المدارس الدولية أو بعض المدارس الحكومية التي تقبل أبناء المقيمين ضمن شروط معينة. وتبرز هنا قضية المدارس الحكومية في سلطنة عمان للمقيمين، والتي ما زالت محصورة بإطار محدود مقارنة بالتعليم الخاص.
جودة التعليم في عمان
من أبرز تحديات جودة التعليم في سلطنة عمان هو التفاوت في الإمكانات بين المدارس الحكومية في العاصمة والمناطق البعيدة. في حين تتمتع بعض المدارس بتقنيات رقمية حديثة ومناهج محدثة، تعاني أخرى من نقص في المعلمين أو ضعف في البنية التحتية. ويعد تقليص هذا الفارق هدفًا استراتيجيًا ضمن خطة تطوير نظام التعليم في عمان 2025. تعمل الوزارة حاليًا على:
- تعزيز التعليم الرقمي في المناطق الريفية.
- ضمان توزيع عادل للموارد التعليمية والكفاءات التدريسية.
التطورات الرقمية والمناهج في عمان 2025
في 2025، يشهد النظام تحديثات على صعيد البنية التحتية والتقنيات المستخدمة:
- إدخال المنصات التعليمية التفاعلية.
- تدريب المعلمين على استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
- إدراج مقررات التفكير النقدي، وريادة الأعمال، والبرمجة في المراحل المتقدمة.
مبادرات تنموية لتمكين التعليم التقني في سلطنة عمان
إلى جانب نظام التعليم الأكاديمي، بدأت الحكومة بتوسيع مظلة التعليم التقني والمهني في سلطنة عمان، كجزء من الرؤية المستقبلية لسوق العمل. يشجع الطلاب الآن على الالتحاق بالكليات التقنية ومراكز التدريب المهني، التي باتت تدرّس التخصصات الحديثة مثل:
- الأمن السيبراني.
- الذكاء الاصطناعي.
- الطاقة المتجددة ويتم دعم ذلك عبر شراكات مع مؤسسات القطاع الخاص وجهات دولية تمنح الاعتماد الأكاديمي.
التحصيل العلمي ومخرجات التعليم العالي في سلطنة عمان
رغم كثرة الجامعات والكليات في سلطنة عمان، لا تزال مخرجات التعليم العالي محل نقاش. فالكثير من الخريجين يواجهون صعوبات في إيجاد وظائف، مما يسلّط الضوء على الفجوة بين التعليم وسوق العمل. أبرز الملاحظات التي تظهر في تقارير وطنية:
- ضعف في المهارات العملية لبعض الخريجين.
- غياب التدريب أثناء الدراسة في بعض التخصصات النظرية.
ولهذا بدأت وزارة التعليم العالي بإطلاق مبادرات تركّز على التدريب التعاوني، والتشبيك المبكر بين الطالب وسوق العمل.
نظام التعليم المنزلي والتعليم المرن في عمان
مع ازدياد الطلب على البدائل التعليمية، خصوصًا بعد الجائحة، ظهر توجه محدود نحو التعليم المنزلي في سلطنة عمان. رغم أن النظام العماني لا يوفّر حتى الآن إطارًا قانونيًا واضحًا لهذا النموذج، إلا أن بعض الأسر بدأت تعتمد منصات تعليمية خاصة، أو تسجل أبناءها في مدارس دولية تقدم نمط التعليم عن بعد.
ويُتوقع أن تتسع هذه الخيارات في السنوات المقبلة، لا سيما ضمن مبادرة “التعليم المرن” التي تهدف لتوفير بيئات تعليمية تتكيف مع احتياجات الطلبة المتنوعة.
ترتيب منهج عمان عالميا من حيث الجودة
رغم التحسينات، لا تزال سلطنة عمان تطمح للوصول إلى مراكز متقدمة في مؤشرات جودة التعليم العالمية. وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، تقع عمان في المرتبة المتوسطة ضمن التصنيفات العربية، لكن الحكومة تعمل على إدماج التقنيات الحديثة ومفاهيم التفكير النقدي ضمن المناهج لرفع الكفاءة.

الأنواع المختلفة للتعليم في عمان
تشمل أنواع التعليم في عمان:
- التعليم العام (حكومي)
- التعليم الخاص
- التعليم العالي (الجامعات والكليات)
- التعليم المهني والتقني
- التعليم المستمر (للكبار وتعليم الفرصة الثانية)
ويتاح تحميل هيكل النظام على شكل النظام التعليمي PDF من موقع وزارة التربية والتعليم.
تحديات نظام التعليم في عمان
رغم التوسع، لا يزال هناك فجوة بين التعليم وسوق العمل، خصوصًا في التخصصات التقنية. طلاب كثيرون يشعرون أن المناهج لا تواكب متطلبات السوق، مما يطرح تساؤلات حول فعالية الإصلاحات الحالية.
هل يتغير مستقبل التعليم في عمان
بوجود دعم حكومي واضح، ومبادرات لإشراك القطاع الخاص، إلى جانب انتقادات وملاحظات من أولياء الأمور والمعلمين، يبدو أن نظام التعليم في عمان يسير نحو نموذج أكثر مرونة، قادر على التكيّف مع المتغيرات العالمية.
في الختام، سواء كنت مواطنًا، مقيمًا، أو باحثًا عن فرص تعليمية، فإن نظام التعليم في عمان 2025 يقدم نموذجًا متطورًا يحاول التوفيق بين الجذور المحلية والانفتاح العالمي، في رحلة إصلاح لا تزال مستمرة.